إسحاق ناڤون كان الجيل الثاني عشر في القدس. عائلة والده عاشت في المدينة منذ 1670، على مدار أكثر من 340 سنة متواصلة، وأصلها من الجالية الاسبانية التي هاجرت إلى تركيا.

وُلدت أمه في المغرب، ابنه لعائلة لربانين بن عطار والتي هاجرت إلى البلاد عام 1884. والديها، مريم ويوسف، عاشا في بين موسايوف، وهناك وُلدت هي وتسعة أطفال. خمسة منه توفوا في سن صغيرة.

وُلد اسحاق ناڤون في القدس في التاسع من نيسان 1921، ابن لعائلة مقدسية عريقة. تعلم في المدرسة التقليدية “دورش تسيون” ومدرسة “تحخوموني”. أنهى دراسته الثانوية في مدرسة “بجانب الجامعة” (ليدا)، ولاحقًا أصبح معلمًا ومربيًا في المدرسة نفسها. درس في الجامعة العبرية في القدس البيداغوجيا، الأدب العبري والعربي وثقافة الإسلام.

في سن الثالثة انتقلت أسرته من بيت مواسايوف إلى حي أوهل موشيه: الوالدين والأخوات إستير (تزوجت من إلياهو قمر) ومازال (تزوجت من موشيه ليننبرغ) وأخيه فيكتور حاييم (تزوج من تسيپورا بيتنسكي). وسادات علاقات قرب واحترام كبير بين الأخوة.

بعد عودته إلى البلاد ببضعة شهور تم تعيينه سكرتيرا لوزير الخارجية موشيه شريت.

حينما شغل منصب السكرتير السياسي لموشيه شريت، تم استدعاء إسحاق ناڤون لتعليم بن غوريون اللغة الاسبانية. وبعد ذلك بفترة قصيرة طلب منه استبدال سكرتير رئيس الحكومة. بمباركة شريت بدأ ناڤون عمله مع بن غوريون. العلاقة الشجاعة والفريدة بين إسحاق ناڤون ودافيد بن غوريون بدأت من السعي المشترك لاكتساب المعرفة والتعمق في الحكمة والاستمتاع بروح الأدب. مع الوقت أصبح ناڤون الساعد الأيمن لبن غوريون وكان جانبه لمدة 11 سنة، إلى أن اعتزل بن غوريون الحياة العامة. كسب ناڤون ثقة بن غوريون الكاملة وكان شريكه في العديد من القرارات الحاسمة والمصيرية في تاريخ دولة إسرائيل. في كتابه “يحيى بمعتقداته” جمع ناڤون مقالات بن غوريون من جهة نظر شخصية.

بعد استقالة بن غوريون ترأس ناڤون قسم الثقافة والفن في وزارة التربية والتعليم. ومن حلال سعيه لتقليص الفجوات في المجتمع بادر إلى حملة “محو الأمية” وأقام منظومة من الجنديات المعلمات ليعملن على تعليم القراءة والكتابة لجميع السكان الكبار في أنحاء الدولة. حصد المشروع الكثير من النجاح ومنح العديدين إمكانية لتقديم أجمل ما في ثقافتهم.

انتخب للكنيست من قبل حزب رافي وكان نائبا في الكنيست حتى عام 1978. ومن ضمن مناصبه شغل منصب نائب رئيس الكنيست ورئيس لجنة الخارجية والأمن.

انتخب إسحاق ناڤون للرئيس الخامس لدولة إسرائيل في تاريخ 19 نيسان 1978. بمنصبه هذا حرص على تعزيز التماسك الاجتماعي والتكافل بين الطوائف والديانات في الدولة. ولأول مرة كان رئيس الدولة أبا لأطفال صغار: نعمة (5) وإيرز (4) يترعرعون في بيت الرئاسة.

إسحاق ناڤون في زيارة رسمية تاريخية في مصر

في حرب لبنان (“سلامة الجليل”) طالب بإقامة لجنة تحقيق رسمية لتقصي أحداث صبرا وشاتيلا.

مظاهرة ضخمة بأعقاب مجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان، تل أبيب 1982.

تصوير: ميكي شوابيتس، دائرة الصحافة الحكومية.

بعد انتهاء ولايته لرئاسية عاد ناڤون إلى الحياة السياسية وانتخب عضوا في الكنيست من قبل حزب العمل. حصل على وزارة التربية والثقافة ليسير في درب جديد قديم. كوزير للتعلم طالب باستدخال التربية للديمقراطية، والتعايش بين سكان إسرائيل والسلام مع جيراننا؛ شدد على أهمية العلوم التكنولوجية  وعزز تدريس اللغة العربية؛ بادر إلى مشروع “السلة الثقافية”؛ أسس جولات للتلاميذ في معسكرات الإبادة في بولندا، وعمل من أجل إقامة مدرسة للسينما والتلفزيون “سام شبيغل” في القدس.

وزير التربية والتعليم والثقافة  إسحاق ناڤون في مسرحية عن العنصرية لتلاميذ في القدس.

تصوير: روني نعمان

يعتزل الحياة السياسية ويتطوع لأشغال مناصب عامة تنسجم مع ميول قلبه. يترأس السلطة الوطنية لثقافة اللادينو؛ أكاديمية الموسيقى والرقص في القدس؛ المحمية الطبيعية التوراتية “نئوت كدوميم”؛ ورئيسا لمنظمة الهاجانا؛ رئيس مؤسسات يد بن غوريون؛ ورئيس مركز تراث يهود شمال أفريقيا.

كما كان رئيسا للمجلس العام لذكرى 500 سنة على طرد يهود اسبانيا؛ رئيس جمعيّة يديد “بيت سلام يابان” (الذي أسسه واصبح لاحقا يحمل اسمه)؛ رئيس لجنة حكم مسابقة التوراة ورئيس فخري لمؤسسة “صندوق إبراهيم” لتشجيع وتعزيز التفاهم اليهودي العربي.

أوفيرا ناڤون تغادر الحياة بعد صراع شجاع مع مرض السرطان.

بعد سنوات من الحياة الزوجية الطويلة تزوج من ميري شفير، مستشارة إعلام مارست الكتابة والرسم.